مجلس حكماء مؤسسة تاريخ دمشق
مؤسسة تاريخ دمشق
يعاون مجلس الأمناء في مهامه “مجلس حكماء دمشق”، مؤلف من أعيان المدينة وشخصيات مرموقة من كافة الاختصاصات، من أكاديميين، وأطباء، وكُتاب، ودبلوماسيين، ورجال تجارة وأعمال، يقدمون المشورة بناءً على خبرتهم الطويلة والمرتبطة مباشرةً بتاريخ دمشق المعاصر.
الحكماء
معالي الأستاذ عبد الله الخاني
يعتبر عبد الله الخاني آخر الآباء المؤسسين للجمهورية السورية، وهو الشاهد الأمين على تاريخ سورية المعاصر. ولد في دمشق عام 1925 ودَرس الحقوق في جامعتها وفي الجامعة الأميركية في بيروت، ثم بدأ عمله في القصر الجمهوري عام 1947، مُكلّف من قبل الرئيس الراحل شكري القوتلي بمتابعة مجريات جلسات مجلس الأمن حول الحرب المقبلة في فلسطين. أحبه رئيس البلاد واعتمد عليه كثيراً، وتدرّج الخاني في العمل الوظيفي وأصبح مديراً للبروتوكول في زمن الرئيس أديب الشيشكلي، ثم أميناً عاماً للرئاسة السورية أيام الرئيس هاشم الأتاسي وبعد عودة القوتلي إلى الحكم عام 1955.كان شاهداً على كل الانقلابات التي عصفت بسورية وشارك في مفاوضات الوحدة مع مصر عام 1958.
نُقل بعدها إلى وزارة خارجية الجمهورية العربية المتحدة، ليعمل في بروكسل ولندن ومدريد وفي مكتب منظمة اليونيسكو في باريس. تعرف خلال عمله الدبلوماسي على شخصيات عالمية نافذة مثل الرؤساء شارل ديغول وجوزيف تيتو، وانديرة غاندي، وجيمي كارتر. في عام 1969 أصبح عبد الله الخاني أميناً عاماً لوزارة الخارجية السورية وفي كانون الأول 1972 كُلّف بتأسيس أول وزارة للسياحة في حكومة اللواء عبد الرحمن الخليفاوي. بعدها بعامين عُين سفيراً في الهند حتى عام 1981 عندما تم انتخابه قاضياً دولياً من المرتبة الأولى في محكمة العدل الدولية في لاهاي، والذي بقي فيها حتى عام 1995.عبد الله الخاني مقيم حالياً في دمشق وقد وضع عدة مذكّرات ومؤلفات في السنوات الماضية عن الحياة السياسية في سورية قبل قيام جمهورية الوحدة، وعن تطور القطاع السياحي والعمل في المحاكم الدولية، إضافةً لكتاب مرجعي عن حياة الرئيس شكري القوتلي. يحمل وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة ووسام الاستحقاق المصري الذي منحه إياه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
الأستاذ الدكتور عزيز العظمة
أستاذ جامعي وكاتب ومؤرخ دمشقي، حاضر في كُبرى جامعات العالم. ولد في دمشق لأسرة ٍسياسيةٍ عريقةٍ عام 1947 ودرس في بيروت ثم في جامعة توبنغن الالمانية و تابع تحصيله في جامعة اوكسفورد البريطانية حيث حاز على شهادة الدكتوراه في الأداب، وكان تحت إشراف العلامة المؤرخ ألبير الحوراني. خلال مسيرته المهنية درّس الدكتور العظمة في جامعة بيروت الأميركية وجامعة كولومبيا الأميركية، وجامعة كاليفورنيا، وجامعة يال، وجامعة جورج تاون، و هو يعمل حالياً في جامعة أوروبا الوسطى في مدينة بودابست الهنغارية. شارك في تحرير عدداً من المجلات العلمية المحكمة حول العالم. أشهر كتبه باللغة العربية “العلمانية ودنيا الدين في حاضر العرب”و “قسطنطين زريق.”
من مؤلفاته باللغات الأخرى: “الفكر العربي والمجتمعات الإسلامية” “ابن خلدون”، و”ظهور الإسلام في العصور القديمة. اخر ما صدر له كتاب “سورية والصعود الأصولي” الصادر في بيروت عام 2015. دمشقياً، قام الدكتور العظمة بإعادة طبع كتاب “مرآة دمشق” لجدّه عزيز العظمة، شقيق الشهيد يوسف العظمة، وشارك الباحثة الفلسطينية الدكتورة خيرية قاسمية بجمع أوراق ومذكرات الأخوين نبيه وعادل العظمة في كتاب حمل إسم “الرعيل العربي الأول.” في عام 1993 حصل الدكتور العظمة على وسام الاستحقاق التونسي من الدرجة الممتازة، تكريماً لدوره الريادي في خدمة الثقافة العربية.
الأب إلياس زحلاوي
ولد الأب إلياس زحلاوي في مدينة دمشق عام 1932 ودرس اللاهوت في القدس ثم انتقل إلى فرنسا لينال شهادة في الفلسقة من جامعة ليون. فور عودته إلى سورية رُسم كاهناً لكنيسة الروم الكاثوليك عام 1959. بعدها بسنوات قليلة بدأ عمله قائداً لجوقة البطريركية ومرشداً للشباب المسيحي، وفي عام 1973 أصبح مدرساً لمادة الترجمة واللغة اللاتينية في جامعة دمشق. من كنيسة سيدة دمشق أسس الأب زحلاوي مشروعه الأكبر والأشهر “جوقة الفرح” عام 1977.كانت الجوقة في بدايتها لا تتجاوز الخمسة وخمسون طالباً تهدف إلى “المساهمة في بناء الإنسان المسيحي” وإحياء الطقوس الكنائسية والحفاظ عليها ونشر ترانيمها، وقد فاق عدد أعضائها اليوم 500 مغني وطالب. تلاها تأسيس “فرسان المحبة،” ولا تزال كل منهما ناشطة وفاعلة في المجتمع الدمشقي حتى الآن.
خلال مسيرته قام الأب زحلاوي بتأسيس فرقة مسرحية باسم “هواة المسرح العشرون” وألّف عدداً من المسرحيات، كان أولاها “ليتك كنت هنا.” انتُخب عضواً في المجلس التنفيذي للجنة دعم الانتفاضة الفلسطينية ومقاومة الاحتلال الصهيوني ووضع عدة كتب عن القضية الفلسطينية، منها: “من أجل فلسطين” (2004).
معالي الدكتور محمد إياد الشطي
ولد الطبيب محمد إياد الشطي في مدينة دمشق لأسرةٍ عريقةٍ اشتهر أبنائها بالعلم والتأليف، فكان والده أحمد شوكت الشطي من الآباء المؤسسين لكلية الطب في جامعة دمشق حيث درس الشطي قبل إنتقاله إلى الولايات المتحدة الأميركية لإكمال اختصاصه في جامعة كايس ويسترن في ولاية أوهايو. تخرج عام 1969 وعُين مدرساً في جامعة بيروت الأميركية من عام 1971 حتى 1978، عاد بعدها إلى سورية لينضم إلى الهيئة التدريسية في جامعة دمشق ويصبح عميداً لكلية الطب سنة 1986. عُين وزيراً للصحة في الفترة ما بين 1987-2003، وكان وراء نهضة الصناعة الدوائية في سورية، كما قام بفتح مشافي ومستوصفات عدة في الأرياف والمناطق النائية، وبمكافحة الأمراض والأوبئة ونشر التوعية الصحية. تولى المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية في جينيف عام 1990 ليكون أول طبيب عربي يشغل هذا المنصب، وبقي يمارس مهنته طوال حياته ويدرس في جامعة دمشق حتى الآن، وهو اليوم رئيس مجلس أمناء جامعة القلمون الخاصة في مدينة دير عطية.
الدكتور مروان محاسن
ولد الدكتور مروان محاسن في مدينة دمشق عام 1926 ودرس الطب في جامعتها، ثم تخصص بالجراحة في جامعة باريس وحصل على إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق. عاد إلى سورية وعمل مدرساً في كلية الطب ثم رئيساً لقسم الجراحة، وبعدها سافر إلى السعودية لتولي نفس المنصب العلمي والطبي في جامعة الملك عبد العزيز في السعودية وأصبح مديراً للتعليم الطبي فيها. شغل الدكتور محاسن عضوية العديد من الجمعيات والهيئات العلمية منها المجلس الأعلى للعلوم بدمشق والمجلس الصحي الأعلى بدمشق وجمعية جراحة الصدر في انكلترا. كما أنه ترأس لفترةٍ طويلةٍ لجنة الحوار بين الحضارات وهو عضو مؤسس في جمعية أصدقاء دمشق. انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1979 وأصبح نائباً لرئيسه الدكتور شاكر الفحام ثم رئيساً للمجمع عام 2000.
الأديبة نادية الغزي
ولدت الكاتبة الدمشقية نادية الغزي عام 1936 وهي كريمة رئيس الحكومة سعيد بك الغزي، أحد الآباء المؤسسين للدولة السورية. درست الحقوق في جامعة دمشق وكانت من مؤسسي التلفزيون السوري عام 1960. ظهرت على شاشة التلفزيون مع بداية البث في عهد الجمهورية العربية المتحدة، وكانت من أولى الوجوه النسائية الدمشقية التي عملت في هذا المجال، فاتحةً الباب أمام الآلاف من السيدات. قدّمت مع المخرجة غادة مردم بك برنامج “البيت السعيد،” تلاه برنامج أطفال استمر عرضه من عام 1973 حتى 1975. شاركت بكتابة الأعمال الدرامية من الثمانينيات وحتى عام 2004. اتجهت نادية الغزي بعدها إلى الكتابة التوثيقية والأبحاث فوضعت عدة مؤلفات قيمة، من أبرزها “من بساتين بلاد الشام” عام 1993 وموسوعة عن التغذية بعنوان “حضارة الطعام في بلاد الرافدين والشام” صدرت في دمشق عام 2001،جاء بعده كتاب “دمشق: مكان سكان وألوان” عام 2009. شملت أعمالها مواضيع عدة، من التبريد عند العرب إلى الحلي والمجوهرات، مروراً بالطب، ووصل نتاجها الأدبي إلى عشرون كتاباً وبحثاً. أصبحت عضواً في جمعية أصدقاء دمشق وكانت في اللجنة العليا التي أشرفت على فعاليات “دمشق عاصمة الثقافة العربية” لعام 2008.
الطبيب الدكتور نقولا شاهين
ولد الطبيب نقولا شاهين في مدينة دمشق عام 1942، ونشأ تحت رعاية والده الطبيب أنسطاس شاهين، أحد مؤسسي كلية الطب في جامعة دمشق والذي شغل عمادتها عام 1949. درس الدكتور شاهين الإبن في الجامعة الأميركية في بيروت وتخرج عام 1969، ليكمل اختصاصه في أمراض الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الجامعة ومستشفى مانشتر الملكي في انكلترا ومعهد بورمان في فرنسا وجامعة جون هوبكننز في الولايات المتحدة. عاد بعدها إلى سورية وانضم بصفة طبيب جراح في الرأس والعنق إلى الجيش والقوات المسلحة، حيث خدم مدة 27 سنة.
تقاعد عام 2002 وتم تكريمه بمنحه وسام التعليم من الدرجة الممتازة من قبل وزير الدفاع في حينها العماد أول مصطفى طلاس، كما حصل على وسام ضابط في السعف الأكاديمية من وزارة التعليم الفرنسية. كان من مؤسسي مستشفى الطبي الجراحي في شارع بغداد بدمشق وأحد أبرز المساهمين فيه، وعمل لسنواتٍ طويلةٍ في رعاية شؤون كنيسة الروم الأورثودوكس في الشارع المستقيم وهو عضو مجلس أُمناء في جامعة البلمند في لبنان. إضافة لممارسته الطب في عيادته والعمل الجراحي في المستشفى، هو يعمل الآن على وضع مذكراته ذو الست مجلدات، وقد نشر العديد من المقالات والدراسات في مجلات طبية حول العالم.
الدكتور عثمان منيف العائدي
ولد الدكتور عثمان العائدي في حي سوق ساروجا الأثري بدمشق عام 1932 وتعلّم علي يد والده العلامة الدكتور أحمد منيف العائدي، أحد مؤسسي كلية الطب في الجامعة السورية وصاحب مدرسة “الكلية العلمية الوطنية” النموذجية والريادية في حي سوق البزورية. درس العائدي في مدرسة والده ثم درّس في صفوفها، وانتقل بعدها إلى معهد غريبوبل في فرنسا حيث حصل على شهادة في الهندسة الهيدروليكية، ثم دكتوراه من أكاديمية باريس نهاية العام 1955. عاد بعدها إلى دمشق وعمل مع الدكتور ناظم القدسي على تأسيس بنك العالم العربي عام 1959، كما أنه أصبح مدرساً في جامعة دمشق.
كان الدكتور العائدي من مؤسسي بنك البحر المتوسط في بيروت وعضواً في مجلس إدارته، وعمل مستشاراً للبنك الدولي في بلدان الشرق الأوسط. في سورية كانت أشهر مساهماته سلسلة فنادق الشام التي تم افتتاحها في ذكرى الجلاء من أعوام مختلفة، فجاء الفرع الأول والرئيسي في دمشق عام 1973 ثم اللاذقية (1987)، وصافيتا (1988) ودير الزور (1989) وتدمر (1989) تلاها فنادق في حماة وسهل حوران وإيبلا الشام. إضافةً إلى أن الدكتور العائدي يملك فندق الرويال مونسو الشهير في باريس وفندق بلازا في الولايات المتحدة وفندق الشام في الأردن.كما أنه رئيساً للاتحاد العربي للفنادق والسياحة منذ عام 1993، ورئيس منظمة السياحة الأوروبية المتوسطية والرئيس الفخري لجمعية الفنادق والمطاعم في لوزان، سويسرا.
أسس الدكتور عثمان العائدي مؤسسة تحمل اسمه في العام 1988، تُعنى بالحفاظ على الحضارة والتراث، فقامت بترميم أعمدة أفاميا وإعادة بناء أسواقها القديمة، وعملت على إعادة تأهيل مدينة تدمر الأثرية وحافظت على عدة معالم تاريخية في مدينة دمشق. إضافةً لأعماله هو عضو مجلس أمناء في الجامعة الأميركية في بيروت وفي جامعة البلمند اللبنانية، ويحمل أعلى أوسمة الشرف والاستحقاق من سورية ولبنان وفرنسا.
الأستاذ رياض نجيب الريس
ولد رياض الريس في دمشق عام 1937 وكان والده من رواد وشيوخ الصحافة السورية، صاحب جريدة القبس الدمشقية الشهيرة. درس في ثانوية برمانا في لبنان وحصل على شهادة في الاقتصاد من جامعة لندن. بدأ حياته الصحفية في جريدة “الأنوار” ثم انتقل إلى “المحرر” وفي عام 1964 صار يكتب في جريدة “صاندي تايمز” البريطانية وجريدة “الحياة” البيروتية قبل انضمامه إلى أسرة “النهار.” في عام 1966 أصبح مراسلاً حربياً في اليمن، وفي عام 1976 انتقل إلى لندن ليؤسس المجلة الأسبوعية “المنار” وهي أُولى الدوريات العربية في أوروبا. بعد ثلاث سنوات بدأ رياض الرئيس الكتابة في “مجلة المستقبل” العربية الصادرة في باريس وعمل مع رئيس تحريرها الفلسطينية الراحل نبيل خوري حتى عام 1988.
أسس الأستاذ الريس داراً عربيةً للنشر في لندن حملة اسم “منشورات رياض نجيب الريس” وأصبحت خلال فترة قصيرة الناشر الأول والأشهر والأكبر سمعةً في كافة أرجاء الوطن العربي. قامت الدار بنشر عدد من المذكرات القيّمة لشخصيات سورية بارزة مثل الصحفي نصوح بابيل صاحب جريدة “الأيام” ورؤساء الحكومات السورية لطفي الحفار وبشير العظمة، إضافة للأديب والسياسي الدكتور عبد السلام العجيلي والأخوين نبيه وعادل العظمة.
في الفترة ما بين 1988-1995 أطلق رياض الريس مجلة أسبوعية من لندن بعنوان “الناقد،” تغير اسمها لتصبح “النقاد” بعد انتقال عملها إلى بيروت عام 2000. له عدة مؤلفات ودراسات، من أبرزها “أكتب إليكم بغضب: كي نقول لا في عصر نعم” (1996).”المفكرة الأندلسية” (2000)، “جواسيس بين العرب: صراعات المخابرات الأجنبية وأوهامها” (2002)، و”الحرب المنسية: السويس” (2007).